قصة هود عليه السلام
وبعد سنين الناس نسيت وصية نوح عليه السلام و بدأ الشيطان يوسوس لهم تاني بنفس الطريقة ، أحفاد نوح عليه السلام قالوا إحنا مش عايزين ننسى آبائنا فاحنا نعملهم تماثيل،
عشان نفضل فاكرينهم فيذكرونا بعبادة ربنا وقدرة ربنا والمعجزة اللي حصلت لنوح عليه السلام
وطبعا جيل بعد جيل نسوا عبادة ربنا ورجعوا يعبدوا الأصنام تاني
وإحنا قلنا إن الشيطان نفسه طويل مبيزهقش،
عادي جدا بالنسبة له إن يحط بذرة النهاردة بخطوة .. ويلاقي ثمرتها بعد جيل كامل
ممكن حد يسأل ويقول وهم ذنبهم ايه .. ماهم مكنوش يعرفوا حاجة ؟
في تقصير من الآباء في نقل العلم لأبناؤهم وإنهم يحذروهم من الشرك،
هو إحنا مش بنشوف في عصرنا حاليا ناس بتطوف بقبور أولياء الله الصالحين ويدعوهم من دون الله؟
طيب بلاش دي، هل في عاقل يروح يشتري بنطلون مقطع عشان يلبسه
يعني الطبيعي إن الهدوم لما تتقطع نخيطها ولما تِنسّر تبقى فتل كده نشتري غيرها عشان خلاص مبقتش تنفع تتلبس،
هل يُعقل إني أروح أشتري الهدوم دي ، لا ولو اعترضت تكون انت اللي غلط ومبتفهمش
طيب فين دور الآباء والأمهات هنا ؟ فين تربيتهم ؟ ماهو الأبناء هيجيبوا فلوس منين عشان يشتروا الهدوم دي ؟
وساعات الأب والأم هم اللي بيساعدوا أبناؤهم ويشجعوهم إنهم يلبسوا كده،
وساعات كمان تلاقي الأب والأم لابسين اللبس ده، واحنا لسه بين أيدينا القرآن والسنة، يعني العلم لسه موجود
يبقى منستغربش لما الناس نسيت وصية نوح عليه السلام وبسبب كده ضلوا ورجعوا تاني لعبادة الأصنام،
طيب خلونا نقول إن الأباء مقصروش في تربية ابناؤهم
والأبناء هم اللي ضلوا وعبدوا الأصنام، لأنهم مش مستوعبين خطورة الشرك بالله وطال عليهم العهد بعد هلاك قوم نوح عليه السلام، وأكيد اللي سمع مش زي اللي شاف
طيب إيه الحل ؟ الحل إن ربنا يبعت لهم نذير
وهو ده اللي حصل مع عاد قوم هود
عاد قوم هود هم أول ناس عبدوا الأصنام على وجه الأرض بعد الطوفان،
كانوا بيسكنوا في مكان اسمه الأحقاف وهي جبال الرمل ،
وهي جزء من صحراء الربع الخالي، بين سلطنة عُمان واليمن،
"واذْكُر أخَا عادٍ إذ أنذَرَ قومَه بالأحْقَاف "
وكانوا عمالقة وأقوياء .. مكنش في حد في قوتهم أبدا في الوقت ده،
بنوا مدينتهم إرم وكانوا بيحبوا يعيشوا في الخيام،
فبنوا خيام بعواميد عملاقة ومرتفعة جدا ،وكان عندهم حضارة متقدمة،
ربنا وصف حضارتهم بأنها لم يُخلق مثلها في البلاد،
ويُقال إن أسوار المدينة كانت من الذهب والفضة،
وكانوا بيبنوا فوق الجبال القصور للترفيه، بيلعبوا يعني
يعني مش عشان يسكنوا فيها ، لا يبنوها كده وخلاص،
من كتر ماكانوا أقوياء وعندهم رخاء وأموال ،
زي اللي بيلعب بالرمل على الشاطئ كده مثلا،
وكانت القصور دي آية في الروعة ..
"أتَبْنُونَ بكل رِيعٍ آيةً تَعبثُون"
وكان الناس بيخافوا من قوم عاد لأنهم كانوا ظلمة وجبارين،
مكنش في حد بيقف في طريقهم، فهم اجتمع عندهم الكفر والظلم، يعني ربنا قادر على إنه يهلكهم في لحظة
لكنه سبحانه قال:
"وما كنا مُعَذّبِينَ حتّى نَبْعثَ رَسُولا"
فعشان يقيم عليهم الحُجة أرسل إليهم هود عليه السلام عشان يحذرهم من عبادة الأصنام ويدعوهم لعبادة الله وحده
كان هود عليه السلام واحد منهم .. يعني عارفينه وعارفين أخلاقه وعارفين أصله وكل حاجة عنه،
وكان هود عليه السلام من الأنبياء العرب الأربع ،
وهم عالسريع كده: هود وصالح وشعيب ومحمد صلى الله عليهم أجمعين.
فكان هود عليه السلام وقومه عاد يتكلمون العربية.
قال هود لقومه اعبدوا الله واتركوا عبادة الأصنام ربنا هو اللي خلقكم وأعطاكم القوة والأموال ،
وأنعم عليكم بالرخاء اللي إنتم عايشين فيه ده، الأصنام حجارة لا تضر ولا تنفع
ردوا عليه قالوا إيه
قال عِلية القوم والأكابر منهم : إنت سفيه وكذاب ..
فرد عليهم هود عليه السلام وقال : أنا رسول من عند ربنا، أمرني إني أبلغكم الكلام ده،
وأنا بنصحكم إنكم تسمعوا الكلام
قالوا أنت جاي تقولنا نعبد الله وحده بس كده ونسيب الآلهة إللي كانوا آباءنا بيعبدوها
إنت أكيد اتجننت إنت مفكر إننا هنسيب عبادة الأصنام بمجرد ما تقولنا طبعا مش هنؤمن بكلامك
واضح إن الآلهة بتاعتنا آذتك لأنك بتتكلم عنها كده
فقال لهم هود : استغفروا ربنا من أفعالكم وهو هيغفر لكم وينزل عليكم الأمطار ويزيدكم قوة للقوة اللي عندكم، بلاش تُعرضوا عن عبادة ربنا ، إنتم بتجادلوني في حاجة اخترعتوها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان
فقالوا إنت بشر زيك زينا .. بتاكل من اللي بناكل منه .. وبتشرب من اللي بنشرب منه
إنت بس عايز يكون لك ملك وسلطة علينا
فقال لهم هود : إنتم ليه مستغربين إن ربنا يبعث لكم واحد منكم عشان ينصحكم ويَدُلكم على الصح
وأنا مش عايز منكم حاجة .. لا عايز مال ولا عايز سلطة،
أنا عايزكم تؤمنوا بربنا بس
افتكروا إن ربنا استخلفكم في الأرض بعد هلاك قوم نوح وأعطاكم قوة كبيرة،
ولو آمنتم بالله هيزود لكم القوة دي وينعم عليكم بنعم أكتر
قالوا لبعض: بصوا لو سمعتم كلام بشر زيكم هتضلوا وتكونوا خاسرين،
ده بيقول إننا لو متنا وخلاص اتحولنا لعظام وتراب
هنصحى تاني ونتحاسب .. ده بيفتري على ربنا الكذب
مش فاهم إن إحنا مش هنعيش إلا مرة واحدة بس
ثم مفيش حد أكثر منا قوة أصلا عشان يعطينا قوة زيادة
وبعدين إنت عمال تقولنا اعبدوا ربنا .. اعبدوا ربنا هو إيه الدليل أصلا على كلامك
سيدنا هود عليه السلام تحداهم قالهم : كلكم اجتمعوا وأتحداكم لو قدرتم ببطشكم وقوتكم إنكم تؤذوني
وفعلا محدش قدر يقرب منه .
خلونا نقرب الصورة شوية
لو ماشي في طريق ولقيت عربية شرطة وفيها عساكر وظباط داخلين عليك بقوة وغضب هيكون احساسك إيه
تعالي بقى شوف ..هود عليه السلام لوحده واقف قصاد أقوى جنس بشري على الأرض ساعتها ..
ناس ظلمة قَتّالين قُتلة زي ما بيقولوا مش بيهمهم حد .. لو اجتمعوا عليه فعلا هيقطعوه،
ومع ذلك مقدروش يعملوا حاجة
مين اللي منعهم ؟ الله .. فإحنا من قصة هود نتعلم الثقة في الله .
نتعلم إن محدش يقدر يلمسنا ولا يؤذينا إلا بأمر الله .. نتعلم إن لو اجتمع أهل الأرض كلهم عشان يزعلوك أو يضروك بأي شيء مهما كان بسيط مش هيقدروا .. والله ما هيقدروا يعملوا كده إلا لو ربنا نفسه أذن بكده
أول ما تلاقي حد موقفلك أمورك .. قول يارب
أول ما تلاقي حد بيؤذيك .. قولي يارب
أول ما تلاقي الناس مش وراهم إلا إنت .. قول يارب
هو اللي بإيده كل شيء .. قلوب العباد .. مفاتيح الكون
إنما العباد آلة .. البشر مجرد أدوات مش بإيديهم غير إنهم ينفذوا فيك أمر ربنا
خلي عندك ثقة في الله زي هود عليه السلام .. واوعي تيأس لو اتأخر الفرج ..
ربنا له حكمة إنت متعرفهاش، مش يمكن بيختبرك إذا كان عندك ثقة فعلا ولا لأ
اي حد سهل جدا إنه يقول أنا مؤمن وعندي ثقة ،
إزاي الانسان يعرف إذا كان صادق فعلا في كلامه ولا لا ؟
بالإبتلاء والمشاكل و .. و ..
هو ربنا عالم الغيب ،
وعالم إذا كان الشخص ده صادق ولا لأ ،
بس ربنا مش بيحاسبنا بسابق علمه فينا ،
بيحاسبنا باللي إحنا بنعمله ،
فيبتليك عشان يوريك نفسك إذا كنت فعلا صادق في ثقتك وايمانك والتزامك ولا لأ
فلو صبرت واستمريت على طريق الإلتزام يبقي إنت فعلا صادق
لكن لو رجعت يبقى مكنتش صادق ،
وثقتك مكنتش قوية واصرارك مكنش قوي،
وربنا بيوصف الحال ده في القرآن بيقول إيه:
"ٍومِن النّاسِ من يَعْبد الله على حرف، فإن أصابَه خيرٌ اطْمئنّ به،
وإن أصَابَتْه فتنةٌ انقلبَ على وجْهِهِ خَسِرَ الدنْيا والآخرة"
فاستمر واوعي ترجع .. هتلاقي النتيجة إن شاء الله في نهاية الطريق
قوم هود قالوا : خلاص سواء نصحتنا ولا لأ إحنا مش هنؤمن بيك ومش هنتعذب كمان
قال لهم هود :أنا عملت اللي عليّ وبلغتكم رسالة ربنا ، وعادي جدا إن ربنا يستبدلكم ويجيب ناس غيركم يعبدوه ..
إنتم لن تضروا الله شيئا فهو الغني عن العالمين، ربنا لا يحتاج لعبادتكم إنتم اللي محتاجينه ربنا هيبعت عليكم العذاب قريب جدا وساعتها هتندموا لأنكم مسمعتوش الكلام
ربنا منع المطر عن قوم هود وبدأ القحط .. فكانوا بيدعوا الأصنام .. فشافوا غيم أسود من بعيد ففرحوا إن خلاص هينزل عليهم المطر، ولكن السحاب كان مليان بالريح الشديدة المُهلكة،
من شدتها كانت تحمل الشخص وترفعه عالي جدا وتنزله في الأرض تنفصل رأسه عن جسده
والناس تصرخ وقلوبهم هتنخلع من مكانها ..
و كان هود عليه السلام مع الذين آمنوا معه وسط العذاب ده كله مفيش أي حاجة بتصيبهم،
ربنا نجاهم .. الريح بتقتل الناس وهم لا .. واستمرت الريح لمدة ثمانية أيام،
لحد ما هلكت عاد واندثرت تحت الرمال .. ومنفعهمش قوتهم ولا نفعتهم حضارتهم ..
لو كانوا فكروا وآمنوا وأطاعوا أكيد نهايتهم كانت هتكون غير،
واحنا دورنا إننا نتعظ وناخد العبرة ومنعملش زيهم ..
نسمع ونطيع والسعيدُ من وُعظ بغيره
ربنا يجعلنا جميعا من السعداء
هل ياترى الناس اتعظت ومكررتش نفس خطأ عاد؟
ولا استكبروا وعبدوا الأصنام تاني؟
ده اللي هنعرفه المرة الجاية ان شاء الله
مدون مصري مهتم بالعمل علي الانترنت وأقدم في مدونتي بداية فكرة للتغيير والمدونة تشمل موضوعات اسلامية قصص الانبياء وقصص الصحابة والسيرة النبوية وسيرة زوجات النبي ومنشورات تعليمية متنوعة للثانوية العامة وتعليم المحاسبة وتحميل الألعاب والبرامج للكمبيوتر والهاتف وتحميل الكتب ونتائج الإمتحانات والوظائف وتسويق المنتجات
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق