قصة سيدنا ابراهيم
في يوم من الأيام كان عندهم زي عيد بيخرجوا فيه للصحراء، فانتهز إبراهيم عليه السلام الفرصة ،
وقالهم انا مريض ومش هقدر أروح معاكم ،
وفعلا راح المعبد اللي فيه الآلهة ولقى قصادهم أصناف الأكل كلها وهي زي ماهي ،
قالهم باستهزاء: إنتم مش هتاكلوا .. إيه مش بتنطقوا ليه
فنزل عليهم تكسير لحد مكسرهم كلهم ما عدا واحد بس وكان أكبر واحد فيهما ،
علق الفأس على رقبته وسابه ومشي، رجع الناس شافوا التماثيل متكسرة
قالوا مين الظالم اللي عمل كده في آلهتنا
فناس منهم قالوا احنا سمعنا واحد بيهدد الآلهة بتاعتنا اسمه إبراهيم
فقالوا هاتوه قصاد الناس كلهم عشان نشوف حكايته إيه وعمل كده ليه
وهو ده بالضبط إللي كان عايزه إبراهيم عليه السلام
ياترى إيه الحوار إللي هيحصل بين إبراهيم عليه السلام وقومه ؟
وهل هيؤمنوا في الآخر ولا هيستكبروا زي الأقوام إللي سبقوهم ؟
وقفنا المرة اللي فاتت عند إبراهيم عليه السلام لما كسّر الأصنام كلها ماعدا أكبر واحد فيهم،
وعلق الفأس عليه، وبعدين قومه لما رجعوا من العيد بتاعهم وراحوا يشوفوا الآلهة لقوهم متكسرين ،
وسألوا مين اللي عمل فيهم كده،
فبعض الناس قالوا إحنا سمعنا شاب اسمه إبراهيم بينتقص الآلهة بتاعتنا ويذكرها بالسوء،
فقالوا هاتوه قصاد الناس كلهم عشان يشهدوا عليه ،
وفعلا جابوا إبراهيم عليه السلام وسألوه قصاد الناس كلهم :
إنت اللي كسرت آلهتنا يا إبراهيم
إنتم متخيلين ناس كفار بيتأكدوا من المعلومة قبل ما ياخدوا أي قرار
ده إحنا كمسلمين لما أي حد يقولنا حاجة بنصدقه على طول
كم من علاقات اتقطعت بسبب كلمة اتقالت وصدقناها من غير ما نتأكد،
مع إن ربنا محذرنا وقال لنا :
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ "
لما واحد ييجي يقولك ده فلان بيقول عليك كذا
متتعصبش وتقعد تشتم من غير لما تتأكد
هتقول لي أنا واثق في صاحبي اللي قال الكلام ده
هقولك مش تخوين لصاحبك بس ممكن صاحبك يكون فهم غلط أو طلع الكلام من سياقه
وخصوصا إن السّياق من المقيدات
بمعنى هل ينفع أقول ويل للمصلين واسكت؟
لأ.. لاااازم أكمل سياق الآية وهو الذين هم عن صلاتهم ساهون،
فربنا قيدلنا سياق الآية المُطلقة ويل للمصلين بالذين هم عن صلاتهم ساهون .. يعني مش كل المصلين دي فئة محددة
مثال في حياتنا اليومية للتوضيح
ممكن حد يقول عنك والله دا على نياته او علي نياتها خالص وه تقصد من جواه إنك غلبانة وطيبة ،
فتقوم اللي سمعت الكلمة تفهمها بمعنى تاني وتنقلك المعنى اللي هي فهمته
وتيجي تقولك ده فلانة بتقول عليكِ إنك هبلة والناس بتضحك عليكِ ،
وكمان تقول كده من غير ما تحكي الموقف إللي حصل،
يعني لو عرفتي الكلام اتقال في اي موقف كنتي هتفهمي المعنى اللي صاحبتك تقصده
فمتصدقيش حد بينقلك أي كلام غير لما تجيبي الطرف التاني وتسأليه إنت قلت كذا؟
هتلاقيه بيقولك محصلش
فعلى الرغم من إن قوم إبراهيم كانوا كفار لكن راحوا يتأكدوا من المعلومة ،
وكمان هيعطوا فرصة لإبراهيم عليه السلام إنه يدافع عن نفسه
قال لهم إبراهيم : بل فعله كبيرهم هذا فاسألوهم إن كانوا لو ينطقون
" قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِنْ كَانُوا يَنْطِقُونَ "
هم دلوقتي اتزنقوا يا إما يعترفوا بالحق إن الجماد ده اللي هم صنعوه ومش بيتحرك ميقدرش يعمل كده ،
يا إما يقولوا معاك حق يا إبراهيم فعلا إنت بريء والإله ده هو اللي كسر الأصنام التانية .
هنا قوم إبراهيم عليه السلام راجعوا نفسهم كده شوية وقالوا لبعض إحنا إللي غلط وظالمين .
لكن رجعوا عن كلامهم ده واستكبروا عن اتباع الحق وقالوا لإبراهيم انت عارف إنهم مش بيتكلموا .
فإبراهيم عليه السلام زنقهم أكتر وقالهم يبقى ليه بتعبدوا ما لا ينفعكم ولا يضركم ،
وحتى الآلهة دي مش قادرة تدافع عن نفسها .
"أُفٍّ لَكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ"
هنا قوم إبراهيم عليه السلام لما لقوا نفسهم معندهمش أي كلام يردوا بيه راحوا مستخدمين مبدأ القوة
قالوا إحنا هنحرقه وننصر آلهتنا
"قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ"
وده مبدأ الشخص اللي مش بيبقى عارف يرد
لما تكون بتكلم حد وإنت اللي معاك الحق وعمال تقول الدلائل بتاعتك والتاني مش عارف يرد تلاقيه فجأة راح مزعق ...
ممكن يشتم ... يتهمك بحاجة مش فيك : أسلوبك وحش ... خليك في نفسك
ماهو خلاص معندهوش أي كلام مقنع فتلاقيه حوّل الموضوع لناحية تانية خالص عشان ميطلعش غلطان
ويبقى انت كده انتصرت عليه
وده إللي عملوه قوم إبراهيم عليه السلام ... يلا احرقوه وخلونا نخلص من القصة دي كلها ..
فحفروا خندق وقعدوا يجمعوا الخشب عشان يولعوا نار ،
فجمعوا حطب كتير جدا ولما ولّعوا النار كانت النار كبيرة جدا لدرجة إنهم مكنوش عارفين يقربوا منها،
فجابوا المنجنيق وهو آلة لرمي الحجارة حطوا فيه إبراهيم عليه السلام وقذفوه في النار،
هنا قال إبراهيم عليه السلام :حسبي الله ونعم الوكيل
حسبي الله يعني ربنا يكفيني ونعم الوكيل يعني لا أتوكل على أحد غيره،
فربنا قال للنار : يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم
ولو كان قال بردا بس كان برد النار أضر بإبراهيم،
لكنه قال برد وفي نفس الوقت سلام يعني لا تؤذيه... يكون في درجة حرارة مناسبة
فالنار لا تحرق إلا بأمر الله، والسكين لا تقطع إلا بأمر الله،
محدش له القدرة بذاته ربنا هو إللي بيعطي القدرة للشيء
أكيد شوفتم فيديوهات لناس تخبطهم عربية مثلا وتلاقيهم قاموا عادي جدا وكأنهم محصلهمش حاجة
وده لأن مفيش حاجة بتضر ولا بتؤذي بنفسها إلا بأمر الله ،
فاكرين لما قلنا واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن يضروك بشيء لن يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك،
يعني أي حد بياذيك فهو آذاك بأمر الله فساعتها تقول إيه
تقول كما قال إبراهيم عليه السلام بكل يقين :
حسبي الله ونعم الوكيل
وان شاء الله الحلقة القادمة سنتكلم عن ماذا حدث ل سيدنا ابراهيم بعد ان وضعوه في النار .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق